الخميس، أكتوبر 29، 2009

الأصوليات المعاصرة أسبابها ومظاهرها - تأليف: روجيه غارودي



الأصوليات المعاصرة أسبابها ومظاهرها

تأليف:روجيه غارودي
ترجمة، تحقيق: خليل أحمد خليل


144 صفحة
الطبعة: 1 مجلدات: 1
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
تاريخ النشر: 01/01/1999

النيل والفرات:

يطمع روجيه غارودي، الفيلسوف الفرنسي المتعدد التجارب والكتابات دينياً وفلسفياً وسياسياً، يطمح من كتابه هذا إبراز منعطف خطير في التكوين الفكري والإيديولوجي للعالم المعاصر. هذا المنعطف يمكن وصفه بأسطورة الأصول، المتحركة بدورها إلى عقيدة متزمتة، وبالتالي إلى عقدة أصولية، قوامها في كل ألوانها، الاعتقاد بتفوق أصل على أصل، ونوع مذهبي على نوع، ولون قوّة على لون آخر، فمن هم هؤلاء الذين يستدرجهم غارودي في مبحثه هذا، الفلسفي الانتقادي الجارح، إلى ساحة محاكمة صارمة؟ إنهم في المقام الأول المسؤولون الأصليون عن المأساة الملهاتية التي آلت إليها الإنسانية في نهاية القرن العشرين. وبالتالي فلا بد من غوص وراء جذورهم التاريخية، ليس فقط للنظر في ولادة مأساتهم المنعكسة فينا وحولنا، بل أيضاً وأيضاً للنظر في ولادة تاريخ العالم المأساوي الذي يبعده عن واحة السلام العالمي، بقدر ما يجبر الجميع على الوقوف في دوّامات الحروب اللامتناهية: الحروب الدينية، الحروب القومية، الحروب الاستعمارية، الحروب الاقتصادية الخ. يرى غارودي في بحثه هذا، المطروح في آفاق إنسانية العام 2000، وما بعده، أن مذهب التفوق العلمي أو العلمويّة المبنية غرباً على فلسفة أوغوست كونت الوضعية هو الذي دفع الغرب، رغم ثوراته الصناعية والسياسية ومطامحه الديموقراطية، إلى تعيين نفسه مسؤولاً عن استعمال العالم بأسره. في الغرب أم الأصوليّات كلها، ومنها الأصولية الصهيونية. أما الأصوليات المنعكسة في مرآة العوالم الثالثة، لا سيما المرآة الإسلامية (باكستان، أفغانستان، إيران...الخ) والمرآة العربية الإسلامية (الخليج، مصر، لبنان، تونس، الجزائر.. الخ) فهي، برأي غارودي معلولات لعلل، لأن الإسلام الحنيف، القرآني والسني القويم، براء مما يلصق به من توظيف سياسي، غالباً ما يحوّل إلى ذرائع وحجج تستخدمها الأصوليات الغربية في غزوها لثروات العالم الثالث ونهبها لشعوبها ومنعها من التحرر والتقدم إلى رؤية علمية واقعية لمشاكلها الحقيقية. وبصورة عامة إن غارودي ومن خلال كتابه هذا يقرع ناقوس الخطر، انطلاقاً من فرنسا، حيث حركة لوبين تستفيد من أصوليات الغرب والشرق معاً، أي طرد العالم الثالث من أوروبا، بدلاً من السعي لحل مشاكل المجتمع نفسها. لذا فإن غارودي يدعو إلى حل مشاكل العالم المعاصر بالحوار الذي يقوم على مبدأ الاعتراف بأن لدى الآخر ما نتعلمه، وأن لدينا ما نعلمه للآخر.

المؤلف:

إن الأصوليّات، كل الأصوليّات، أكانت تقنوقراطية أو ستالينية، مسيحية، يهودية أو إسلامية. تشكل اليوم الخطر الأكبر على المستقبل... حيث لا يمكن حلّ أية مشكلة انطلاقاً من مجتمع جزئي واستناداً إلى معتقداته الجامدة. إن هذا الكتاب سيجعلُ أسنان الأصوليين من كل اتجاه، تصطكّ، لأن أبداً لا يقبل أن يسمى بهذا الاسم.
فالحوار هو نقيض الأصولية. لكن ليس هناك حوار بين السيد والعبد. إن الحوار تضليل. إن تُحلّ المشكلة المشاكل الأساسية التي يولّد تناسيها الأصولية: العلاقات مع العالم الثالث، وكل ما ينجم عنه من البطالة إلى الهجرة. إلى الاعتراف بثقافة الآخرين ومعتقدهم.
إن الأصولية تثير مسألة تضرب جذورها في الاقتصاد والسياسة. لكنها في الوقت ذاته قرحة روحية آكلة، تهدد الحضارة بكاملة.
إن هذا الكتاب سيصدم جميع القراء المعادين، بحكم التوضيب الإعلامي، على الخلط بين الأصولية والإسلاموية.
الواقع أن الأصولية ولدت، في العالم الثالث وبكل أشكالها، من زعم الغرب. منذ النهضة، فرض نموذجه الإنمائي والثقافي.
من هنا يصدر مخطط الكتاب: الأصولية الغربية هي الصلة الأولى، ثم ولدت كل الأصوليات الأخرى رداً على أصولية الغرب.




http://www.4shared.com/file/13848820.../____-___.html
 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe