استراتيجية الاستعمار والتحرير
تأليف: جمال حمدان
440 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: دار الهلال
تاريخ النشر: 01/01/1968
الناشر:
قصة الاستعمار في العالم، كفصل من ملحمة الصراع من أجل القوة، قصة طويلة معقدة تستحق أن تروي في هذه الأيام التي يبدي فيها الاستعمار شراسة الاحتضار وتشنجات النزع الأخير. والكتاب الحالي يعرض لهذه القصة لا كدراما في الزمان، ولكن أساساً كاستراتيجية في المكان، بمعنى أنه يخضع مورفولوجية التاريخ لمورفولوجية الجغرافيا، فيحول التاريخ إلى جغرافية تاريخية والسياسة إلى جغرافيا سياسية، حتى تكون الدراسة علمية، منهجية محايدة بحتة.
وليس صحيحاً أو دقيقاً أن الاستعمار-كما يرتبط في بعض الأذهان-ابن القرن التاسع عشر أساساً، لا ولا هو من نسل البيئات البحرية وحدها وإن كان الاستعمار البحري من أبرز عناصره. وإنما الاستعمار قديم قدم الإنسان ربما، مثلما يرتبط بكل الاستعمار البحري من أبرز عناصره وإنما الاستعمار قديم قدم الإنسان، ربما، مثلما يرتبط بكل البيئات والأقاليم عموماً. غير أنه إذا كان الاستعمار يمثل طرف القوة، فقد كان التحرر دائماً هو طرف المقاومة في المعادلة، ولهذا فإن التحرير بدوره ظاهرة تاريخية أصيلة.
ومن اللحظة التي تأرجح فيها بندول الصراع، كان أمراً مقدوراً أن تطوى صفحة جغرافية الاستعمار لتتحول إلى حفريات الجغرافيا التاريخية، وأن تبزغ جغرافية جديدة تماماً هي جغرافية التحرير كفصل حي نام وفوار في الجغرافيا السياسية، وإذا كانت جغرافية الاستعمار-كنظام علمي وفكري-هي من صنع علماء الغرب، نهجوها ونموها ووضعوها في خدمة ساستهم واحتكاراتهم وجنرالاتهم، فلم يكن من ممكن ولا من المعقول أن يكتب جغرافية التحرير-بعد جغرافية الاستعمار-إلا جغرافي من أبناء آسيا أو أفريقيا: فكان هذا الكتاب.
ولكن ماذا بعد التحرير وثورة التحرير وجغرافية التحرير... الخ؟ حسناً، عالم التحرير -كما يتفق-هو عالم الذرة والانقلاب النووي والرعب والسلام النووي. ولذا فهو أيضاً عالم التعايش السلمي والحياد الإيجابي وعدم الانحياز ثم أخيراً عالم الوفاق. وعالمنا المعاصر بهذا مفعم متخم إن لم نقل مثخن بكل محاذير وأخطار السياسة الاستراتيجية وإغراءاتها وغواياتها ابتداء من الاستقطاب الثنائي حتى الوفاق الثنائي، فكان لا بد للكتاب من أن ينقل عدسته إليه ويضعه في صميم بؤرتها، بل وأن يسقط أشعتها على المستقبل ذاته إلى ما بعد الوفاق وعدم الانحياز مغامراً بذلك في آفاق التنبؤ السياسي والمستقبلية، وبهذا انتقل المنظور تباعاً من تلسكوب التاريخ البعيد، إلى ميكروسكوب الحاضر الدقيق، إلى هوروسكوب المستقبل الضبابي الغامض: فكان هكذا هذا الكتاب...
http://www.4shared.com/file/148336520/a4990305/___.html
-
تأليف: جمال حمدان
440 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: دار الهلال
تاريخ النشر: 01/01/1968
الناشر:
قصة الاستعمار في العالم، كفصل من ملحمة الصراع من أجل القوة، قصة طويلة معقدة تستحق أن تروي في هذه الأيام التي يبدي فيها الاستعمار شراسة الاحتضار وتشنجات النزع الأخير. والكتاب الحالي يعرض لهذه القصة لا كدراما في الزمان، ولكن أساساً كاستراتيجية في المكان، بمعنى أنه يخضع مورفولوجية التاريخ لمورفولوجية الجغرافيا، فيحول التاريخ إلى جغرافية تاريخية والسياسة إلى جغرافيا سياسية، حتى تكون الدراسة علمية، منهجية محايدة بحتة.
وليس صحيحاً أو دقيقاً أن الاستعمار-كما يرتبط في بعض الأذهان-ابن القرن التاسع عشر أساساً، لا ولا هو من نسل البيئات البحرية وحدها وإن كان الاستعمار البحري من أبرز عناصره. وإنما الاستعمار قديم قدم الإنسان ربما، مثلما يرتبط بكل الاستعمار البحري من أبرز عناصره وإنما الاستعمار قديم قدم الإنسان، ربما، مثلما يرتبط بكل البيئات والأقاليم عموماً. غير أنه إذا كان الاستعمار يمثل طرف القوة، فقد كان التحرر دائماً هو طرف المقاومة في المعادلة، ولهذا فإن التحرير بدوره ظاهرة تاريخية أصيلة.
ومن اللحظة التي تأرجح فيها بندول الصراع، كان أمراً مقدوراً أن تطوى صفحة جغرافية الاستعمار لتتحول إلى حفريات الجغرافيا التاريخية، وأن تبزغ جغرافية جديدة تماماً هي جغرافية التحرير كفصل حي نام وفوار في الجغرافيا السياسية، وإذا كانت جغرافية الاستعمار-كنظام علمي وفكري-هي من صنع علماء الغرب، نهجوها ونموها ووضعوها في خدمة ساستهم واحتكاراتهم وجنرالاتهم، فلم يكن من ممكن ولا من المعقول أن يكتب جغرافية التحرير-بعد جغرافية الاستعمار-إلا جغرافي من أبناء آسيا أو أفريقيا: فكان هذا الكتاب.
ولكن ماذا بعد التحرير وثورة التحرير وجغرافية التحرير... الخ؟ حسناً، عالم التحرير -كما يتفق-هو عالم الذرة والانقلاب النووي والرعب والسلام النووي. ولذا فهو أيضاً عالم التعايش السلمي والحياد الإيجابي وعدم الانحياز ثم أخيراً عالم الوفاق. وعالمنا المعاصر بهذا مفعم متخم إن لم نقل مثخن بكل محاذير وأخطار السياسة الاستراتيجية وإغراءاتها وغواياتها ابتداء من الاستقطاب الثنائي حتى الوفاق الثنائي، فكان لا بد للكتاب من أن ينقل عدسته إليه ويضعه في صميم بؤرتها، بل وأن يسقط أشعتها على المستقبل ذاته إلى ما بعد الوفاق وعدم الانحياز مغامراً بذلك في آفاق التنبؤ السياسي والمستقبلية، وبهذا انتقل المنظور تباعاً من تلسكوب التاريخ البعيد، إلى ميكروسكوب الحاضر الدقيق، إلى هوروسكوب المستقبل الضبابي الغامض: فكان هكذا هذا الكتاب...
http://www.4shared.com/file/148336520/a4990305/___.html
-