الأربعاء، نوفمبر 18، 2009

التراث بين السلطان والتاريخ تأليف: عزيز العظمة




التراث بين السلطان والتاريخ

تأليف: عزيز العظمة
176 صفحة
الطبعة: 2
مجلدات: 1
الناشر: دار الطليعة للطباعة والنشر

تجتمع في هذا الكتاب جملة من النصوص التي نشرت في السنوات الماضية التي شهدت تكاثفاً وتكاتفاً وغلبة واضحة لعوامل الانحسار التاريخي في العالم العربي. ولعل من أكبر آليات هذا الانحسار فاعلية ذلك التكامل المرئي الذي كاد أن يبلغ التمام بين تباينات تاريخية شتى، قد يكون أكثر معالمها فتكاً بالمستقبل المرجو تكامل المشروع الوطني النهضوي الديموقراطي، الذي يمثل خطاً أساسياً من خطوط التاريخ العربي والعالم، ثالثي الحديث من جهة، والقوى والكيانات السياسية التي تدّعي هذا المشروع، رغم ارتكازها إلى أسس اجتماعية وسياسية وتاريخية مغابرة ومناوئة وتبنيها لخطوط فكرية وتاريخية معاكسة، للترقي في تلفيق أيديولوجي دولاني أصبح عادياً في العالم العربي اليوم.

ولعل من أهم آليات هذا التلفيق بدورها، غلبة المضمون واستيلاء القول الضوء على موقع القول وصاحبه، مما يجعل التمايز بين الأصحاب المتباينين للقول الواحد. بالقومية أو الاشتراكية مثلاً-شأنا معضلاً معطلاً. ليس ثمة شك في أن غلبة القول، واستيلاء الصاحب القادر للقول على مضمون هذا القوى، من فاعليات الاستبداد. وتنسج هذه الفاعلية الاستبداد في حقل الثقافة بتغييبها الواقع، أي التاريخ، وذلك بإقامتها تواريخ وهمية مبنية على استمرار تاريخي مخترع، أو على مستقبل ناجز باسم تاريخ مخترع، يغتصب الحاضر باسم الماضي أو باسم المستقبل.

والنصوص المقدمة للقارئ طي هذا الكتاب، تتناول جملة من عمليات تغييب الواقع باسم استمرار تاريخي لا دخل للتاريخ فيه، تطلق عليه عبارة "الأصالة". لذلك تطمح النصوص هذه، إلى معارضة الاستبداد بالتاريخ، وإلى ممانعة التلفيق بإبراز الفواصل والتمايزات، وإلى استباحة البداهة البلهاء الزائفة لصالح العقل والديموقراطية، وإلى إعادة "الصالة" عينها إلى نصابها من التاريخ، ومن تاريخ الآن تحديداً، واستعادة الصلة مع الخط الإيجابي من تاريخ العرب الحديث في مواجهة من يروم نبذ التقدم الحقيقي الحاصل في القرن الأخير، أو من يروم إلى القفز فوقه وجعل نفسه بداية البدايات، تقدم هذه النصوص إذن، عناصر تطمح لفهم تاريخية اليوم، من نصوص تتناول الثراث، ومفهوم الأيديولوجيا، إلى مناقشات لبعض المفكّرين العرب المعاصرين، ولئن تضمن هذا الكتاب، مناقشة لبني الخطاب الاستشراقي، إلا أن هذا لا يعتبر وكأنه جزء من التيار المعادي للاستشراق عداءً عصابياً، بل لعله يسير في الاتجاه المعاكس، مشيراً إلى التطابق المدهش بين المفهوم الاستشراقي لجوهر وتاريخ العرب والمسلمين، والمفهوم السلفي والشبه سلفي لأرباب الدعوة إلى الأصالة.

http://www.4shared.com/file/154936683/6fa84de0/_________.html

-
 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe