الخميس، نوفمبر 26، 2009

الفكر العربي الديني المسيحي؛ مقتضيات النهوض والتجيجد والمعاصرة - تأليف: مشير باسيل عون



الفكر العربي الديني المسيحي؛ مقتضيات النهوض والتجيجد والمعاصرة

تأليف: مشير باسيل عون

 180 صفحة
الطبعة: 1 مجلدات: 1
 الناشر: دار الطليعة للطباعة والنشر
 تاريخ النشر: 01/01/2007

الناشر:
يختبر المسيحيون العرب في لبنان وفي سائر الأوطان العربية ضروباً شتى من المعاناة الإنسانية، فيجتهدون في استنطاق معاني هذه المعاناة باستلهام مضامين الرجاء الإيماني الذي استودعه السيد المسيح رسله في شهادات الإنجيل الخلاصية. ويواكب هذا الاستنطاق تفكر لاهوتي اضطلع به، على تفاوت بين في المقادير، أهل الاستنارة في مختلف الجماعات المسيحية العربية. وينشط هذا كله في حراك عفوي من الشهادة الإيمانية المنغرسة في معترك الواقع اليومي. بيد أن اقتران المعاناة الإنسانية بالاستنطاق الإيماني، واقتران المعاناة والاستنطاق بالتفكر اللاهوتي يعوزهما في قرائن الزمن العربي الراهن تبصر ناقد يرعى معاني الشهادة المسيحية المعاصرة برمتها. ولذلك نشأ مثل هذا البحث اللاهوتي يتطلب في عمق مقاصده فهم المعاناة الإنسانية وإجادة الاستنطاق الإيماني واستثارة التفكر اللاهوتي.
ففي الفصل الأول يعمد البحث إلى النظر في هوية علم اللاهوت المسيحي واستجلاء أصوله وأسسه ومبادئه وصلاحياته ومعضلاته وإرباكاته وتحدياته. ويكتفي هذا الفصل باستخراج أفضل السبل التي تمكن المؤمنين المسيحيين من التعبير الأنسب عن معاني اختباراتهم الإيمانية في قرائن الثقافة الإنسانية التي تكتنف وجودهم. وفي الفصلين الثاني والثالث يتوفر البحث على تعيين الوضعية التاريخية التي ينشط في قرائنها مثل هذا الفكر العربي الديني المسيحي واصفاً، على وجه التخصيص، واقع المعاناة المسيحية في الأوطان العربية، ولا سيما في المجتمع اللبناني.
وفي الفصل الرابع يستجلي البحث الشروط النظرية الأساسية التي ينبغي تناصرها حتى يتيسر للمسيحيين العرب أن ينشئوا لأنفسهم خطاباً عربياً مسيحياً لاهوتياً يطابق مقتضيات الوعي الإنساني العربي المعاصر، ويستثير في شهادة المسيحيين طاقات الانتماء إلى مثل هذا الوعي، ويستنبط لها مسالك التجديد في ترسيخ الأمانة لهذا الانتماء.
وفي الفصل الخامس يعني البحث بمعضلة ثقافية هي من أشد المعضلات إرباكاً للفكر العربي على وجه العموم، عنيت بها معضلة النحت اللغوي العربي الملائم لمقتضيات الأتساع العظيم في مدارك الوعي البشري المعاصر. وبما أن الفكر العربي المسيحي اللاهوتي ينبغي له أن يتوسل بمقولات اللغة العربية، فإن تجديد النحت اللاهوتي يصبح هو عماد المسعى اللاهوتي في إغناء التعبير المسيحي عن واقع المعاناة الإنسانية في المجتمعات العربية في اليوم الحاضر. وحرصاً على منهجية البحث، يعني الفصل السادس بتعيين مسائل الانتماء والقضية والمنهج في الفكر العربي الديني المسيحي المعاصر، واليقين في هذا كله أن مثل هذا التعيين يعين الفكر عينه على النهوض الملتزم والاستجابة الصادقة لمقتضيات الشهادة الإيمانية المسيحية في مطالع القرن الحادي والعشرين.
وأما الفصل السابع فينفرد بمحاولة جريئة في الإسهام اللاهوتي الفعلي في نشوء مثل هذا الفكر، إذ يعكف على استطلاع أصول النظر اللاهوتي المتجدد في مبحث المسيح، وفي هذا بعينه إفصاح أمين عن مسعى لاهوتي معاصر ينبغي للمسيحية العربية أن تضطلع به لتفوز بفهم لاهوتي ملائم يهيئها لإبلاغ مضامين رسالتها الإنجيلية في قرائن الثقافة العربية. ومما لا ريب فيه أن خصوصية هذا الفصل المسيحي اللاهوتي المقبل إلينا في تضاعيف الجهود والاجتهادات التي ما انفك كثير من علماء المسيحية العربية في الزمن الحاضر يقفون ذواتهم لها في سعي حثيث والتزام صادق وجرأة مبتكرة. فثمة عملية لاهوتية ناشطة يروم أهل التفكر اللاهوتي المسيحي أن يضربوا يسهمهم فيها على قدر ما يتصدون لمعالجة بضع من القضايا اللاهوتية الشائكة التي تصيب الوجود العربي المسيحي في صميم معاناته التاريخية.



-



 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe