الخميس، نوفمبر 19، 2009

سانت اكزويري تأليف: جان كلودايبير




سانت اكزويري

تأليف: جان كلودايبير
ترجمة، تحقيق: موريس أ. شربل
132 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
تاريخ النشر: 01/01/1981

يأتي أندريه جيد ف إحدى صفحات يومياته على ذكر الرواية التي سردها على مسمعه انطوان دي سانت أكزوبري حول الحادث الخطير الذي وقع له في "غيوميه" أثناء طيرانه المأسوي غبر جبال الكورديليار، وقد خلص جيد إلى القول: "أهم ما ينقص أدبنا المعاصر هو البطولة" وفي ظن جيد أن أعمال أكزوبري الأدبية تأتي لتسد هذا النقص. وقد جاءت الأيام تؤكد هذا الظن، لكن البطولة التي اختار سانت أكزوبري أن يكون رسولاً لها تتباين في معناها عما يعرفه الناس عامة.

لم يكن يدور في خلد الكاتب-الطيار عرض الرحلات التي كان يقوم بها يومياً هو ورفاقه في الطيران ليطلع منها بدرس في الفضيلة والشجاعة أو ليمجد كبرياء أو تواضع الرواد الذين وضعوا حياتهم في مهب الريح قهراً للموت وترويضاً له، إخلاصاً للمهمة التي انتدبوا لتحقيقها مهما غلت التضحيات.

إن مهمة أخرى أخذها الكاتب على عاتقه هي تحديد الإنسان انطلاقاً من كرامته وكبريائه، بعزل القوى التي تغذى شهواته، في جوار صرح الخلد الذي تأسست عليه ذريته. الجزم بأن الإنسان، من حيث هو مقياس مشترك بين الشعوب ومن حيث شمولية حقيقته ومصيره وبتقدمه كضحية كبرى عن طريق العطاء من ذاته الذي يعتبر الفعل الأساسي، والتضحية التي تتعلق بها سلامة الأفراد، ذلك كله هو الهدف الأول الذي يجب الوصول إليه.

ويعتقد سانت اكزوبري أنه لا يعتبر أحداً أنه الملهم الحقيقي لمغامرته الخاصة، فكل فرد مسؤول عن الآخرين وصلات القربة الإلهية التي توحد ما بين الناس. علينا جميعاُ أن نعي دورنا: "عند ذلك فقط نستطيع العيش بسلام والموت بسلام لأن ما يعطي معنى الحياة يعطي معنى الموت أيضاً. وكبطل أصيل، لم يشأ سانت أكزوبري أبداً أن يرى الناس فيه الرمز الصادق لتلك البطولة التي تقدمها الشعوب كنموذج لأبنائها وجنودها.

ويبدو أن أمنيته الوحدة كانت في ألا ينخدع الناس بمعنى الحب الذي يكنه لهم، لذلك سوف لن يشدد هذا البحث الذي بين يدينا على فعاليته كطيار أو كمناضل بقدر ما يشدد على محتوى إنتاجه الكبير الذي يتناوله من منظار مزدوج أخلاقي وأدبي، ومن أن يشوه الغايات التي يحملها هذا الإنتاج بين طياته.

ففي كتابه "أرض الرجال" كتب سانت أكزوبري يقول "لكوننا مرتبطين بإخواننا في الإنسانية بهدف مشترك يقع خارج ذواتنا لذلك فقط نتنفس ملء صدورنا وتظهر لنا الخبرة أن الحب ليس من أن نتبادل النظرات بل النظر معاً في اتجاه واحد. وقبل القول إن القارئ لا يعجب فحسب بل يعشق مؤلف "الأمير الصغير" ويرغب تمام الرغبة بأن يدخل في ذهنه هذه المقولة لأنها تربط مختلف المواضيع التي لا تنفك تتكرر على امتداد هذه الدراسة التي حاولت أن تقول كيف أن أخلاقية للعمل بوسعها أن يؤدي إيمان بالإنسان.






-
 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe