ثلاث نساء
تأليف: روبرت موزيل
ترجمة، تحقيق: حسين الموزاني
128 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: منشورات الجمل
تاريخ النشر: 01/01/1997
ظلّ الكاتب النمساوي روبرت موزيل مجهولاً لزمن طويل على الرغم من أنه كان لأعماله الروائية أهميتها كفن أدبي متمايز في حينه إذ أنه اختط خط الرمزية الروائية التي وضع كازيمير اوشمدت، والفرد ووبلن وهاينرش مان بعضاً من ملامحه في بداية هذا القرن، وهذه المجموعة القصصية "ثلاث نساء" تنتمي فنياً إلى مرحلة مبكرة من إبداع المكاتب، بالأخص قصة "تونكا" الطويلة نسبياً، ويعود ذلك إلى أن هذه القصة اعتمدت أسلوب السيرة الذاتية، حيث عرض فيها موزيل تجربته المأساوية مع عشيقته التي أمضى معها أعواماً عديدة، وتركت وفاتها المفاجئة صدمة عنيفة في نفس موزيل وشعوراً بالذنب لم يفارقه طوال حياته.
وهذا ما يفسر لنا إمعان موزيل في استخدام النقد الذاتي الذي يصل إلى حد التجريح، كان موزيل يريد في البدء أن يجعل من هذه القصة رواية، إلا أن خامتها أو بالأحرى صدقها، هو الذي فرض علينا أسلوبها وشكلها النهائي وجعلها في الوقت ذاته مختلفة فنياً من القصتين الأخريين "جريجيا" و"البرتغالية" اللتين تختلفان بدورهما أيضاً من ناحية فنية عن بعضهما.
وأما قصة "جريحيا" فإن موزيل لم يركز حل اهتمامه على الآخر الفنية وحدها، بل على الملامح التجريبية والمغامرة الروحية الداعية التي تسعى إلى إخضاع الميتولوجيا والقناعات الدينية الراسخة في المجتمع إلى أكبر قدر من النقد والرقابة الأدبية، وهو يفعل ذلك لا بصفته مصلحاً اجتماعياً أو عالمياً، برغم شهاداته العلمية العالية، بل كأديب محض، ويمكن القول أن قصص موزيل تخضع إلى نظام دقيق صارم، لا يمكن معرفة مقدماته إلا بعد تفحص كل جملة بمفردها، ليس من ناحية لغوية أو بلاغية صرفية، بل من ناحية جمالية بحتة.
http://www.4shared.com/file/32899490/26a28bc/_-_online.html
-
تأليف: روبرت موزيل
ترجمة، تحقيق: حسين الموزاني
128 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: منشورات الجمل
تاريخ النشر: 01/01/1997
ظلّ الكاتب النمساوي روبرت موزيل مجهولاً لزمن طويل على الرغم من أنه كان لأعماله الروائية أهميتها كفن أدبي متمايز في حينه إذ أنه اختط خط الرمزية الروائية التي وضع كازيمير اوشمدت، والفرد ووبلن وهاينرش مان بعضاً من ملامحه في بداية هذا القرن، وهذه المجموعة القصصية "ثلاث نساء" تنتمي فنياً إلى مرحلة مبكرة من إبداع المكاتب، بالأخص قصة "تونكا" الطويلة نسبياً، ويعود ذلك إلى أن هذه القصة اعتمدت أسلوب السيرة الذاتية، حيث عرض فيها موزيل تجربته المأساوية مع عشيقته التي أمضى معها أعواماً عديدة، وتركت وفاتها المفاجئة صدمة عنيفة في نفس موزيل وشعوراً بالذنب لم يفارقه طوال حياته.
وهذا ما يفسر لنا إمعان موزيل في استخدام النقد الذاتي الذي يصل إلى حد التجريح، كان موزيل يريد في البدء أن يجعل من هذه القصة رواية، إلا أن خامتها أو بالأحرى صدقها، هو الذي فرض علينا أسلوبها وشكلها النهائي وجعلها في الوقت ذاته مختلفة فنياً من القصتين الأخريين "جريجيا" و"البرتغالية" اللتين تختلفان بدورهما أيضاً من ناحية فنية عن بعضهما.
وأما قصة "جريحيا" فإن موزيل لم يركز حل اهتمامه على الآخر الفنية وحدها، بل على الملامح التجريبية والمغامرة الروحية الداعية التي تسعى إلى إخضاع الميتولوجيا والقناعات الدينية الراسخة في المجتمع إلى أكبر قدر من النقد والرقابة الأدبية، وهو يفعل ذلك لا بصفته مصلحاً اجتماعياً أو عالمياً، برغم شهاداته العلمية العالية، بل كأديب محض، ويمكن القول أن قصص موزيل تخضع إلى نظام دقيق صارم، لا يمكن معرفة مقدماته إلا بعد تفحص كل جملة بمفردها، ليس من ناحية لغوية أو بلاغية صرفية، بل من ناحية جمالية بحتة.
http://www.4shared.com/file/32899490/26a28bc/_-_online.html
-