ملاك الجحيم 'أبدون'
تأليف: أرستو ساباتو
تأليف: أرستو ساباتو
ترجمة، تحقيق: عبد السلام عقيل
584 صفحة
الطبعة: 1 مجلدات: 1
الناشر: منشورات وزارة الثقافة
تاريخ النشر: 01/01/1996
"ملاك الجحيم" آخر رواية كتبها أرنستو ساباتو الكاتب الروائي الأرجنتيني وهي من الروايات الصعبة التي لا بداية ولا نهاية لها كما الحياة، فهي تغص بالأحداث المتشابكة، والمشاهد المتقاصفة، وتتراكم فيها المشاهد المثيرة للرعب، والتي شكلت في كوابيس مخيفة لا تخرج من ذاكرة قارئها ولا تفارق بصيرة مشاهدها، ولأن سابا توليس ليس متصالحاً مع واقعة، ولأنه رافض عصره الساحق الذي حول الإنسان إلى أداة تستهلك منتجات العصر ذاته، حول عالمه الروائي إن كابوس يملأ صاحبه رعباً فهنا عصابة للتزوير وهناك عصابة للتهريب وبينهما عصابة لارتكاب الموبقات وأهدافها القتل بدون عذاب، ومن حول هذه وتلك عرّافات ومشعوذون ونساء يسترقن النظر شهوة إلى الجنس بعيون مفترسة متوحشة. وخلال القراءة لا تكاد تصدق أن هذه الأحداث تخلق في مدينة هائلة الاتساع كثيرة السكان كعاصمة الأرجنتين بل يراودك باستمرار شعور موغل في الغرابة، لأنك تعيش في أمكنة تملؤها الغرائب.
ومن بين مخلوقات تشبه مخلوقات كافكا، وأحداث تذكرك بعذاب اليوم الآخر، ودوران ضمن حدود بيوس أيرنس يذكرك بقسم نجيب محفوظ الذي لم يغادر مدينة القاهرة في رواياته كلها، وتداعيات متباعدة تذكرك بأسلوب وليم فوكيز. وسخرية حزينة تذكرك بسرفانتس مبتكر دون كيشوته، وشاطحات صوفية تذكرك بالعرفانيين عبر كل الأديان، ومتانة في السرد تذكرك بأندرية والرد، مروراً بالروائيين الكلاسيكيين العظام كتولستوي، ودوستوفسكي، وأحياناً برشاقة السرد في الدون الهادئ بين ميخائيل شولوخوف... تعثر على ساباتو الإنسان العابث حيناً والمتمرد حيناً والمتمرد حيناً. هو يوحي إليك برؤية عالم جميل لا حرب ولا عنف ولا آلة تسحق الإنسان فيه. لكنك تستطيع رؤية هذا العالم الحالم، أو الوصول اليه، إلا بعد معاناة العيش في الكوابيس والأحلام المفزعة التي يفرزها القهر والاستلاب في هذا العالم المرفوض.
-