الأحد، أبريل 11، 2010

«لو كان آدم سعيدا» للكاتب إميل سيوران


كتاب بعنوان «لو كان آدم سعيدا»
للكاتب الفرنسي من أصول رومانية إميل  سيوران (1911-1995)
قام بالترجمة الشاعر والمترجم التونسي محمد علي اليوسفي،
يقع الكتاب في ثمانين صفحة من القطع المتوسط.

وقد اختار مضامين الكتاب الشاعر اليوسفي بناء على قراءته آخر نسخة من العمال الكاملة الصادر عن دار النشر الفرنسية دار غاليمار، ليخلص من كل شذرات سيوران بهذا الكتاب الذي تستغرق قراءته قرابة الساعة. ويعرف سيوران في الثقافة الغربية بأنه من بين أفضل الذين كتبوا الشذرات، أي التأملات الفلسفية القصيرة، من بعد الألماني فريدريك نيتشه، بل إن فيه الكثير من روح هذا المثقف حيث يشعر قارئ سيوران بحسب «لو كان آدم سعيدا» بأن هذا القَدْر الهائل من التشاؤم والعدمية والإحساس العميق بالخواء قد يكون بعض ارتدادات غضب نيتشه وحنقه على العقل الغربي المسيحي. وعلى جاري عادة كتب الشذرات، فإن «لو كان آدم سعيدا» بلا بنية مطلقا، أي أن من الممكن قراءته من أي صفحة منه، بل ومن الممكن ذلك على نحو معكوس. لكن تأملات سيوران وشذراته هنا ليست نتاج عقل غربي محض، بل يشعر القارئ في الكثير منها أن سيوران يتخيل أيضا، وربما ما من مجازفة في القول بأنه يمسّ الشعر أحيانا، حيث يخلق بنية خاصة للشذرة تتوفر خيال وسرد: «ثمة راهب وجزّار يتشاجران داخل كل رغبة. لو كان آدم سعيدا لوفّر علينا التاريخ.» يتحدث سيوران في هذا الكتاب عن كل شيء تقريبا، عن التاريخ والانتماء والفكر والحضارة لكنه يستثمر كل ذلك ليعبر عن تشاؤمه من فكرة الحياة وجوهرها من فرط ما هي مليئة بالخواء، كما يشعر القارئ أن أية شخصية يتخيلها سيوران إنما هي شخصيته على نحو ما وبمعنى ما حيث يكتب: «أنا حرّ في آخر الأمر – هذه الجملة رفعت المتشرد، الذي نطق بها في ذلك اليوم، فوق مستوى الفلاسفة والفاتحين والقديسين، لأن أحدا من هؤلاء لم يتجرأ، وهو في قمة مهنته، على ذكر مثل هذا النجاح». يعرّف الشاعر اليوسفي في مقدمة ترجمته سيوران بأنه «عاش في مرحلة تتحدث عن الحداثة، وما بعدها، لكنه اختار الابتعاد عن زمانه. سعى إلى تحطيم المعنى من أجل خوض تجربة اللامعنى». ويضيف: « فكر سيوران دوماً في ترك الكتابة جانباً، أو الإقلال منها إلى أبعد حد، كان يقول: «ما أن نكتب شيئاً حتى يفقد سحره، يصير بلا معنى، لقد قتلنا الشيء كما قتلنا ذواتنا». ولاحظ سيوران أن الذين لا يكتبون لديهم منابع أكثر من الذين يكتبون، لأنهم يحتفظون لأنفسهم بكل شيء: «أن تكتب.. أن تفرغ نفسك من أجمل ما فيها». الذي يكتب يفرغ نفسه، في نهاية المطاف، يصير عدماً، هكذا فالكتّاب عديمو الأهمية، بحسب سيوران».


-
 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe